كلمة رئيس مجلس الإدارة

بالنيابة عن مجموعة بنك أبوظبي التجاري وعن أعضاء مجلس الإدارة، يطيب لي أن أضع بين أيديكم التقرير السنوي للمجموعة لعام ٢٠١٩، والذي يعد فصلاً جديداً في مسيرة البنك، بعدما نجحنا في إتمام عملية الاندماج بسلاسة ودون التأثير على سير أعمالنا الاعتيادية أو ما نقدّمه من تجربة مصرفية ومنتجات مالية للعملاء.

لقد شكّل اكتمال الاندماج القانوني بين كلٍّ من بنك أبوظبي التجاري وبنك الاتحاد الوطني واستحواذ الكيان المدمج لاحقاً على مصرف الهلال علامةً فارقة، حيث أثمر عن إنشاء مجموعة مصرفية أكبر وأقوى قادرة على المساهمة بدور أكثر فاعلية في التنمية الاقتصادية للدولة. فقد ساهمت صفقة الاندماج في ترسيخ مكانة مجموعة بنك أبوظبي التجاري كثالث أكبر مؤسسةٍ مالية في دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث حجم الأصول، والخامسة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. كما ساهم استحواذ الكيان المدمج على مصرف الهلال وانضمامه إلى الشركات التابعة المملوكة بالكامل للمجموعة، في تعزيز محفظة خدماتنا وحلولنا المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.

لقد أثمرت عملية الاندماج عن إنشاء مجموعة مصرفية تتمتع بإمكانات واسعة النطاق وذات مرونة أكثر وقوة أكبر، بما يساعد على توسيع نطاق الأعمال والاستثمار بشكل كبير في بنيتها التحتية والحفاظ على مكانتها في طليعة الصناعة المصرفية التي تمتاز بسرعة التغيرات. علاوة على تقديم تجربة مصرفية متميزة للعملاء والحفاظ على مسيرته الناجحة في ظل البيئة التنظيمية الدائمة التطور.

ولا يزال بنك أبوظبي التجاري يتمتّع بقاعدة مستثمرين مؤسسين متنوعة كما يحظى بدعمٍ قوي من حكومة أبوظبي التي تمتلك، من خلال مجلس أبوظبي للاستثمار، ٦٠,٢٪ من رأسمال البنك، في الوقت الذي نشهد فيه زيادةً في نسبة مساهمة المستثمرين من الأجانب التي بلغت ١٥٪ كما بتاريخ ٣١ ديسمبر ٢٠١٩.

درهم

٠,٣٨

توزيعات الأرباح المقترحة للسهم
بما يعادل ٥٠٪ من صافي الأرباح المبدئية

رؤية استراتيجية

وقد واصلت الركائز الأساسية الخمسة لاستراتيجية البنك دعمنا لتحقيق المزيد من النجاح. وتتمثّل أبرز أولوياتنا في تعزيز مساهمتنا في النمو الاقتصادي بدولة الإمارات العربية المتحدة وتوفير تجربة مصرفية استثنائية لجميع عملائنا. ونلتزم في الوقت نفسه بتحفيز النمو المستدام من خلال تنوع الإقراض والتمويل ضمن إدارة مخاطر عالية الكفاءةٍ. كما يُعتبر برنامجنا الشامل للتحوّل الرقمي من أبرز مقومات نمو أعمالنا.

ويمثل الاستثمار في التقنيات المصرفية الرقمية جزءاً رئيسياً من استراتيجيتنا الخاصة بمصرف الهلال، حيث نسعى من خلال تطوير قدرات المصرف في هذا المجال إلى تعزيز مكانتنا في قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية للأفراد مع الاستفادة من تنامي شريحة الأفراد المهتمّين بالمنتجات المصرفية الرقمية المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.

وتتمثّل إحدى العوامل الأساسية لتفعيل استراتيجيتنا في استقطاب الكوادر المتميزة والعمل على تطوير مهاراتها وصقل خبراتها ومكافأتها في بيئة عمل قادرة على التكيف مع المستجدات.

ثقافة مؤسسية راسخة

نحن على قناعة بأن إحدى مسؤولياتنا تتمثل في الحفاظ على وترسيخ ثقافة مؤسسية فعالة وسليمة. وإنه لمن دواعي سرورنا أن نعلمكم بأن مؤسسات خارجية قامت بتقييم ثقافة البنك لتخلص بأن ثقافة البنك تعد واحدة من أفضل الثقافات المؤسسية مقارنة بشركات عدة في جميع أنحاء العالم. ونحن على يقين بأن الثقافة المؤسسية وبيئة العمل السليمة تمثل أهم الدوافع الرئيسية لضمان أي مؤسسة من تحقيق قدراتها الكامنة.

ونحن في مجموعة بنك أبوظبي التجاري سعداء بما أرسيناه من بيئة إيجابية وفعالة، كما نفخر بترسيخنا لقيمنا المؤسسية عقب إتمام عملية الاندماج ضمن سلسلةٍ من المبادرات التي من شأنها تعزيز ثقافتنا الراسخة ودعم تطوير بيئتنا المؤسسية، وبما في ذلك تطوير ثقافة الأداء العالي والجدارة والاستثمار في برامج تدريب الموظفين وتطوير كفاءاتهم.

اندماج ناجح

لقد كان لمنظومة الحوكمة القوية، دورٌ مهم في نجاح عملية الاندماج وتحقيق التكامل السلس بين أعمال البنوك الثلاثة، حيث قمنا باعتماد إطار قوي لحوكمة عملية التكامل وإعداد خطة رئيسية تضمن تنفيذ الممارسات المثلى خلال كافة عمليات الاندماج.

ومع ذلك فإن العامل الرئيسي لذلك كان مدفوعاً بثقافتنا وقيمنا القوية، والتخطيط الدقيق والجهود المكثفة التي بذلها موظفو البنك واستشاريوه على حدٍ سواء، والتي شملت جميع موظفي البنك الذين كان لهم دوراً رئيسياً في نجاح عملية الاندماج.

Skyline image

التوطين

وتتمثّل إحدى الركائز الأساسية لاستراتيجيتنا في استقطاب المواهب المناسبة والعمل على تطوير مهاراتها وصقل خبراتها ومكافأتها على تميّزها، مع التركيز بشكلٍ خاص على الكوادر الوطنية. ونفخر بنجاح مجموعة بنك أبوظبي التجاري بالاستمرار في تلبية أهداف التوطين التي حددها مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وكذلك نفخر بأن مصرف الهلال قد حقق أعلى نسبة توطين على مستوى القطاع المصرفي الإماراتي، ويسر مجلس الإدارة أن عدداً كبيراً من الكوادر الوطنية تشغل مناصب رائدة وقيادية ضمن مجموعة البنك.

توزيعات الأرباح النقدية المقترحة

بالرغم من التحديات المستمرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، نجح البنك في تسجيل أداءٍ مالي مشهود خلال العام ٢٠١٩.ويواصل مجلس الإدارة التركيز بشكلٍ كبير على تحقيق أفضل عوائد للمساهمين، ونحن على ثقة بأنه من خلال التنفيذ الناجح لاستراتيجيتنا وزيادة مستوى كفاءة عملياتنا، ستواصل مجموعة بنك أبوظبي التجاري تحقيق نمو مستدام. وبناءً على النتائج المالية المحققة للعام ٢٠١٩، أوصى مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية بقيمة ٣٨ فلساً للسهم الواحد، بإجمالي توزيعاتٍ وقدره ٢،٦٤٤ مليار درهم بما يعادل ٥٠٪ من صافي الأرباح المبدئية. وسيتم عرض مقترح التوزيعات على المساهمين من أجل إقراره خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوية.

مجلس الإدارة

شهد العام ٢٠١٩ تغييرات في تشكيل مجلس الإدارة، ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نعرب عن جزيل الشكر والامتنان إلى الأعضاء المغادرين، شاكرين لهم ما قدّموه من مشورةٍ ودعم ومساهمات قيِّمة كان لها دورٌ بارز في نجاح البنك خلال الأعوام الماضية متمنين لهم دوام التقدم والنجاح.

وفي المقابل، يرحّب مجلس الإدارة بانضمام الأعضاء الجدد المستقلّين وغير التنفيذيين. ونحن على ثقةٍ كبيرة بأن هذه المجموعة من الكفاءات ستضيف خبراتٍ قيّمة ومعرفة غنيّة إلى مجلس الإدارة خلال السنوات المقبلة.

واستمر أعضاء مجلس الإدارة أداء واجباتهم بتفاني، حيث عقد مجلس الإدارة في العام الماضي ٥٤ اجتماعاً على مستوى مجلس الإدارة واللجان المنبثقة عنه، حيث تبادل أعضاء المجلس خلال تلك الاجتماعات وجهات نظرهم مع أعضاء الإدارة التنفيذية من خلال حواراتٍ ونقاشات بنّاءة قائمة على الشفافية والموضوعية. ويستمر مجلس الإدارة بالتأكيد على أهمية الحوكمة والثقافة المؤسسية الفعالة في كافة سبل تواصلنا.

نظرتنا المستقبلية

وبينما نسعى لتحقيق النمو المربح والتعويل على حجم أعمالنا، فإن الأسواق المحلية ما تزال تواجه بعض التحديات وبينما نتوقّع استمرار هذه التحديات، فعلى الأرجح ستستمر العوامل السياسية في التأثير على الأسواق المحلية بما في ذلك أسعار المشتقات النفطية المتقلبة. وفي ظل هذه الظروف فإن من المهم الالتزام بتنفيذ استراتيجيتنا مركزين جهودنا على أسواق الإمارات وإدارة المخاطر بكفاءة.

وفي الوقت نفسه، سنواصل الاستثمار في التقنيات والبنية التحتية لدعم مبادرات التحول الرقمي الذي نرمي من خلاله إلى الارتقاء بتجربة عملائنا المصرفية.

وإلى جانب ذلك، سنعمل على ترسيخ ثقافتنا المؤسسية وأطر الحوكمة ومواصلة الاستثمار في تطوير الكفاءات والكوادر البشرية ولاسيما المواطنين، لضمان تعزيز مكانة البنك كأحد جهات العمل المفضلة في الدولة.

تقدير وعرفان

أنتهز هذه الفرصة للتعبير، بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن إخواني أعضاء مجلس الإدارة، عن تقديرنا وامتناننا العميق لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة أبوظبي (حفظه الله) وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وإلى مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي لدعمهم المستمر لبنك أبوظبي التجاري وجهودهم المخلصة لتطوير وتنمية اقتصاد الدولة.

كما يسرنا في مجلس الإدارة التعبير عن شكرنا لمساهمينا وعملائنا الكرام- الحاليين والجدد- وأعضاء مجلس الإدارة المنضمّين حديثاً للمجلس أو الذين غادروه، وإلى فريق الإدارة التنفيذية وجميع العاملين في البنك لدعمهم والتزامهم وتفانيهم المستمر.

عيسى محمد السويدي
رئيس مجلس الإدارة