كلمة كبير المسؤولين الماليين

شهد بنك أبوظبي التجاري تحولاً كبيراً خلال العام الماضي عقب الاندماج مع بنك الاتحاد الوطني ومن ثم الاستحواذ على مصرف الهلال، ساهمت هذه التغييرات في ترسيخ مكانة البنك وتعزيز نطاق أعماله وحضوره.

تستند النتائج المالية التالية على أساس البيانات المالية المبدئية للعام ٢٠١٩ للكيان المدمج بعد إتمام عملية الاندماج بين بنك أبوظبي التجاري وبنك الاتحاد الوطني ومن ثم الاستحواذ على مصرف الهلال بتاريخ الأول من مايو ٢٠١٩*.

وباتت مجموعة بنك أبوظبي التجاري أكبر وأكثر مرونة واستعداداً لتحقيق نمو مستدام. وأصبحنا كذلك أكثر قدرةً على التعامل مع التحديات الاقتصادية المحيطة والمتغيّرات المتسارعة التي تشهدها البيئة التنظيمية.

وفي إطار العمل ضمن قطاع مصرفي تسود فيه مؤسسات مصرفية كبرى، فإن حجم ونطاق أعمالنا يمكّننا من اغتنام المزيد من فرص النمو في هذه السوق التنافسية. حيث شهدت حصتنا السوقية نمواً كبيراً، فأصبحنا اليوم ثالث أكبر مؤسسة مالية في دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث رأس المال والأصول وقروض العملاء من الأفراد. ومع الاستحواذ على مصرف الهلال، أصبحنا رابع أكبر مزود للخدمات المصرفية الإسلامية في الدولة.

نتائج قوية

توضح نتائجنا المالية لعام ٢٠١٩، وخاصةً في الربع الأخير، كيف ساهمت عملية الاندماج وتكامل الأعمال في تمهيد الطريق نحو تحقيق كفاءات أكبر وخفض التكاليف بصورة مستدامة.

ورغم انخفاض صافي الأرباح المبدئية - البالغ ٥,٢٤٤ مليار درهم - مقارنة بالعام الماضي، إلا أننا واصلنا تحقيق عوائد سنوية مجزية على متوسط حقوق المساهمين بنسبة ١١،٢٪. كما انخفض صافي الأرباح المبدئية باستثناء تكاليف الاندماج بنسبة ٩٪ ليبلغ ٥،٥٩٠ مليار درهم. وساهم تحسن النفقات التشغيلية والدخل من غير الفوائد في تعويض ارتفاع تكلفة الأموال والمخصصات.

ويمضي البنك سريعاً في إتمام توحيد الأنظمة والعمليات التشغيلية، وقد أدّى التزامنا بإنجاز عملية الاندماج على نحو سريعٍ وفعال إلى تحقيق وفوراتٍ كبيرة، حيث حقق البنك وفوراتٍ بلغت ٣٥٠ مليون درهم مع تحقيق قيمة أعلى للمساهمين عبر رفع قيمة الوفورات المستهدفة من عملية الاندماج في أكتوبر ٢٠١٩.

ويعود نجاحنا في تحقيق ذلك إلى تعزيز كفاءة القوى العاملة، والارتقاء بالإنتاجية، وتحسين شبكة الفروع وأجهزة الصرّاف الآلي، وتحقيق وفورات عبر تكامل أنظمة تقنية المعلومات. وبلغ إجمالي تكاليف الاندماج لمرة واحدة ٣٤٦ مليون درهم في نهاية العام، بما يتلاءم مع مصاريف الاندماج المخطط لها والبالغة ٩٨٠ مليون درهم.

كما نمضي على المسار الصحيح نحو تحقيق الوفورات المستهدفة بقيمة ٨٤٠ مليون درهم سنوياً – وهي أعلى من التقييم الأولي البالغ ٦١٥ مليون درهم بنسبة ٣٧٪.

درهم

٣٥٠ مليون

الوفورات المحققة في
العام ٢٠١٩

درهم

٨٤٠ مليون

الوفورات المستهدفة سنوياً
بنهاية العام ٢٠٢١

وشهدت نسبة التكلفة إلى الدخل في الربع الأخير (باستثناء تكاليف الاندماج) تحسناً بواقع ٤٤٠ نقطة أساس (٤,٤٠٪) لتبلغ ٣٥,١٪ بالمقارنة مع ٣٩,٥٪ في عام ٢٠١٨- وجاء ذلك نتيجة تحقيق وفورات قوية بعد عملية الاندماج. وأثمرت تلك الوفورات وتحسن الكفاءة عن خفض النفقات التشغيلية السنوية بنسبة ٢٪ لتصل إلى ١,٢٨٥ مليار درهم خلال الربع الرابع؛ وباستثناء تكاليف الاندماج المترتبة لمرة واحدة، شهدت هذه النفقات تحسناً بنسبة ٩٪.

وارتفعت الأرباح التشغيلية المبدئية في الربع الرابع قبل خصم المخصصات بنسبة ٦٪ عما كانت عليه بنهاية نفس الفترة من العام ٢٠١٨ لتصل إلى ٢,٠٠٨ مليار درهم. وباستثناء تكاليف الاندماج، ارتفعت هذه الأرباح بنسبة ١٠٪.

كما ارتفع الدخل من غير الفوائد المبدئي بنسبة ٣٪ عن العام السابق ليبلغ ٢,٧٦٠ مليار درهم. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى تقلّص خسائر إعادة التقييم في بيان الدخل حول العقارات الاستثمارية خلال الربع الأخير.

* تحتوي المعلومات المالية الأولية على بيان الدخل الأولي الموحد غير المدقق للسنة المالية المنتهية بتاريخ ٣١ ديسمبر ٢٠١٩ و٣١ ديسمبر ٢٠١٨ والتي أثرت على الاندماج والاستحواذ كما لو أنه قد حدث في ١ يناير ٢٠١٨ وبيان المركز المالي الأولي الموحد غير المدقق كما في ٣١ ديسمبر ٢٠١٨ والذي أثر على الاندماج والاستحواذ كما لو أنه قد حدث في ٣١ ديسمبر ٢٠١٨؛ وبيان المركز المالي الموحد المدقق كما في ٣١ ديسمبر ٢٠١٩.
تهدف المعلومات المالية الأولية إلى توضيح الآثار المادية لاندماج بنك أبوظبي التجاري مع بنك الاتحاد الوطني والاستحواذ لاحقاً على مصرف الهلال، وتحتوي على بيان المركز المالي الموحد للسنوات الماضية وبيان الدخل الموحد للسنوات الماضية أيضاً. ولا تمثل هذه المعلومات الوضع والأداء المالي الذي كان يمكن ملاحظته لو تم دمج الأعمال المشار إليها في وقت أبكر.

ميزانية عمومية قوية

حافظت ميزانيتنا العمومية على مرونتها مع تسجيل معدلات قوية للسيولة ورأس المال.

وبلغت قيمة الأصول ٤٠٥ مليار درهم في عام ٢٠١٩، ووصل صافي قروض العملاء إلى ٢٥٠ مليار درهم. وانسجاماً مع استراتيجية التركيز على الأسواق المحلية في دولة الإمارات، تركّزت ٩٤٪ من محفظة القروض داخل الدولة وحافظت على تنوّع جيد عبر مختلف فئات الأعمال والقطاعات الاقتصادية.

ووصلت ودائع العملاء إلى ٢٦٢ مليار درهم منخفضةً بنسبة ٨٪ نتيجة قرار البنك إنهاء المزيد من الودائع لأَجَلْ عالية التكلفة للتركيز على ودائع العملاء في الحسابات الجارية وحسابات التوفير منخفضة التكلفة.

ويسعدني إبلاغكم بأن ودائع العملاء في الحسابات الجارية وحسابات التوفير في العام ٢٠١٩ تجاوزت ١٠٠ مليار درهم للمرة الأولى في تاريخ البنك لتصل قيمتها الإجمالية إلى ١٠٢ مليار درهم. وقد شكّل ذلك إنجازاً مهماً مع تحقيق زيادة سنوية بواقع ٧ مليار درهم. وبلغت نسبة هذه الودائع ٣٩٪ من إجمالي ودائع العملاء بالمقارنة بنسبة ٣٣٪ بنهاية العام الماضي.

درهم

٢٥٠ مليار

صافي قروض العملاء

درهم

٢٦٢ مليار

ودائع العملاء

٣٩٪

مساهمة ودائع العملاء
في الحسابات الجارية وحسابات التوفير

كما حافظت نسبة القروض إلى الودائع على مستوى جيد لتصل إلى ٩٥,٤٪، ونسبة تغطية السيولة ١٢٧,٣٪ وهي أعلى من الحد الأدنى المطلوب من قِبل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي والبالغ ١٠٠٪. وفيما يخص المعاملات بين البنوك، حافظ بنك أبوظبي التجاري في عام ٢٠١٩ على مكانته كمودع للسيولة بقيمة ١٠ مليار درهم.

وانخفضت قيمة القروض المتعثرة لتصل إلى ٨,٤٩١ مليار درهم، وبلغ صافي الأصول (القروض فقط) منخفضة القيمة (POCI) ٣,٧١٠ مليار درهم. وانخفضت نسبة القروض المتعثرة إلى ٣,١٦٪، بينما بلغت نسبة القروض المتعثرة متضمنة صافي الأصول منخفضة القيمة (POCI) ٤,٥٣٪.

وكما بتاريخ ٣١ ديسمبر ٢٠١٩، بلغت نسبة تكلفة المخاطر ٠,٨٠٪ مقارنةً بنسبة ٠,٧٤٪ بنهاية العام ٢٠١٨.

قوة رأس المال

بلغت نسبة كفاية رأس المال (بازل ٣) ١٦,٩٪ بينما بلغت نسبة الشق الأول ١٣,٥٪ بما يتلاءم مع متطلبات الجهات التنظيمية كأحد البنوك المحلية المؤثرة في النظام المصرفي (DSIB) لدولة الإمارات.

حافظ البنك على ثبات واستقرار تصنيفاته الائتمانية المرتفعة الممنوحة من وكالات التصنيف الائتماني العالمية مثل "ستاندرد آند بورز" عند مستوى (A)، و"فيتش" عند مستوى (+A) ، مما يعكس الأسس المتينة التي يقوم عليها بنك أبوظبي التجاري.

الاندماج

سجلنا رقماً قياسياً جديداً في سرعة إنجاز عملية الاندماج لم يسبق للقطاع المصرفي أن شهد مثلها من قبل.

كما اتخذنا خطواتٍ مهمة على أصعدة الحوكمة، والهيكلية التنظيمية، وتجربة العملاء، والأنظمة، والثقافة المؤسسية.

وفور اكتمال الاندماج القانوني للصفقة في شهر مايو، بدأنا تطبيق هيكلية تنظيمية، وأنشأنا نموذج أعمال جديد. وبعد مضي شهر واحد على اكتمال الإجراءات القانونية، قمنا بمواءمة سياسات الائتمان لضمان أفضل الممارسات في المجموعة، ودمجنا كامل وظائف الخزينة مع اعتماد إدارة مركزية للسيولة والتمويل.

انتهت عملية ضم مصرف الهلال إلى مجموعة بنك أبوظبي التجاري خلال الربع الثالث من العام، وتضمّنت نقل محافظ الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى منصة بنك أبوظبي التجاري.

وفي أكتوبر ٢٠١٩، قمنا بدمج وتطوير شبكة الفروع وأجهزة الصراف الآلي لكلٍّ من بنك الاتحاد الوطني وبنك أبوظبي التجاري، وعممنا العلامة التجارية لبنك أبوظبي التجاري عبر كافة القنوات المصرفية.

وتم تحقيق هذه الإنجازات المهمة في زمن قياسي بلغ خمسة أشهر فقط.

وفي حين تسير عملية الاندماج بوتيرة سريعة للانتهاء في الموعد المحدد، تواصل المجموعة تركيزها على حماية وتنمية أعمالها من خلال التزامها الراسخ بتوفير خدمة ممتازة للعملاء.

رؤية ٢٠٢٠

مع وصولنا حالياً إلى منتصف المرحلة النهائية من عملية الاندماج، سيتم دمج جميع أنظمة التقنيات والبنية التحتية في الربع الثاني من عام ٢٠٢٠، بالإضافة إلى تحويل حسابات عملاء بنك الاتحاد الوطني سابقاً إلى بنك أبوظبي التجاري.

وسنواصل الاستفادة القصوى من الوفورات والكفاءات التشغيلية التي حققتها عملية الاندماج لضمان أفضل قيمة للمساهمين.

إن أداءنا القوي خلال العام الماضي يمثل انعكاساً واضحاً لما يمكن لمجموعة بنك أبوظبي التجاري تحقيقه من خلال الاستراتيجية الواضحة وإطار الحوكمة الذي نتبعه والعمل عن كثب مع جميع الأطراف المعنية. وقد مضينا في عملية التحول بثبات ووتيرة سريعة، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا الزخم الذي بدأناه.

وهنا أود أن أتقدّم بجزيل الشكر لموظفينا على تفانيهم ومثابرتهم طوال العام. ويمكننا أن نؤكد بأن البنك الآن مجهز بأحدث التقنيات المبتكرة، وفي أفضل حالاته لمواجهة التحديات المقبلة واغتنام الفرص المتاحة في الاقتصاد الإماراتي الذي يمتاز بالتطور السريع.

ديباك كوهلر
كبير المسؤولين الماليين