بنك أبوظبي التجاري يحقق إنجازات واعدة

نجح بنك أبوظبي التجاري خلال عام ٢٠٢١ في مواصلة العمل ضمن استراتيجية مدروسة أثبتت كفاءتها في تحقيق النمو المستدام والأداء المالي القويّ. فقد عملنا خلال العام على توسيع وإعادة هيكلة محفظة القروض، وزيادة الدخل من الرسوم، فضلاً عن تسريع وتيرة التحول الرقمي والارتقاء بتجربة العملاء وتحقيق كفاءات أكبر على مختلف المستويات.

في الوقت نفسه، عزز مصرف الهلال وبنك أبوظبي التجاري- مصر من دورهما كمحرّكين مهمين لأعمال المجموعة ودفع عجلة نموها على المدى الطويل.

وبنهاية العام ٢٠٢١، ارتفع صافي الأرباح بنسبة ٣٨٪ ليصل إلى ٥,٢٤٧ مليار درهم، بينما بلغ العائد على متوسط حقوق المساهمين ١١,٤٪، وهو ما يُعتبر إنجازاً حقيقياً لا سيما في ظل انخفاض أسعار الفائدة وتباطؤ نمو الائتمان الذي شهده القطاع المصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي ضوء تعافي اقتصاد دولة الإمارات من الجائحة العالمية، انعكست قوة ومدى انتشار العلامة التجارية لبنك أبوظبي التجاري في الإقبال الكبير الذي شهده البنك على المنتجات المالية والخدمات المصرفية المبتكرة التي يقدّمها، فضلاً عن نجاحه في جذب المزيد من الودائع في الحسابات الجارية وحسابات التوفير واستقطاب عملاء جدد من خلال منصاتنا الرقمية، إلى جانب المشاركة الفاعلة في تعاملات أسواق رأس المال. كما عمل بنك أبوظبي التجاري- مصر على ترسيخ دوره الجديد كحلقة وصل رئيسية لتدفقات التجارة والاستثمار بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية معتمداً على المكانة القوية التي تتمتّع بها مجموعة بنك أبوظبي التجاري والتي ساهمت في اكتساب ثقة قاعدة أوسع من العملاء ودعم الأداء المالي للمجموعة.

ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجاً عالمياً يُحتذى في النهج الذي اتبعته قيادتنا الرشيدة في إدارة أزمة جائحة ”كوفيد-١٩“، والذي انعكس على كافة القطاعات. فقد نفذّت الدولة استراتيجيات فعّالة لمواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية للجائحة ومضت قدماً في برنامج المحفزات الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مكانتها بين أفضل وجهات العالم للعيش ومزاولة الأعمال.

وجاء معرض إكسبو ٢٠٢٠ ليبرهن قدرة دولتنا على الإنجاز وتنفيذ المشاريع الكبرى، وسلّط الضوء على ثقافتنا القائمة على مبادئ الانفتاح والتسامح والترحاب واحترام الآخر، ومنحنا رؤية استشرافية لمستقبل مستدام قائم على استخدام التقنيات الحديثة وتوفير فرص النمو الواعدة لمجتمعاتنا.

علاقات أقوى وفرص واعدة

يتجلّى شعار ”مستقبل متجدد، يتحقق كل يوم“ في كافة أعمالنا في مجموعة بنك أبوظبي التجاري باعتباره انعكاس مباشر للعديد من المشاريع الاستراتيجية في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل معرض إكسبو والمبادرات المتميّزة التي تم إطلاقها في أبوظبي لتعزيز جاذبيتها كوجهة مفضلة للعيش ومزاولة الأعمال. ويتمثل هدفنا المشترك في المساهمة في الجهود التي تقودها الدولة والارتقاء بجودة حياة الأفراد والأعمال من خلال بناء جسور تواصل أفضل مع كافة القطاعات في مجتمعنا.

يشكّل التحوّل الرقمي واحداً من أهم محاور استراتيجيتنا الخمسية، فهو يدعم التزامنا بالتميّز في الخدمة وكفاءتها وتوطيد علاقتنا بعملائنا. ولقد كانت النتائج غير مسبوقة، فقد أطلقنا أكثر من ٩٠ تحديثاً جديداً لخدماتنا الرقمية، وبلغ عدد العملاء المشتركين في تطبيق بنك أبوظبي التجاري للهواتف الذكية ٨٦٠,٠٠٠ عميلاً، بينما حققت منصاتنا الرقمية نمواً هائلاً، حيث بلغ عدد العملاء الذين انضموا إلى البنك من خلال تطبيق ”حيّاك“ أكثر من ١٦٥,٠٠٠ عميل في عام ٢٠٢١. كما أضافت الخدمات المصرفية الرقمية التي نقدّمها عبر تطبيق واتساب قناة تواصل فعّالة تتيح لعملائنا التواصل معنا وتمكنّنا من الرد عليهم بشكل فوري، فيما أصبحت منصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي قنوات مهمة للتواصل مع عملائنا وكسب ثقتهم.

وبينما نجني هذه المكاسب الملموسة اليوم، نواصل العمل بشكل مكثف عبر مجموعة بنك أبوظبي التجاري لوضع تصور جديد لمشهد القطاع المصرفي مستقبلاً. فشرعنا في اعتماد تحليلات البيانات المتقدّمة والذكاء الاصطناعي لإضافة لمسة شخصية للخدمات التي نقدّمها للعملاء بما يلبي متطلباتهم وطموحاتهم. ويعمل البنك على بناء منظومة رقمية متكاملة مع مجموعة واسعة من الشركاء والشركات لتوفير فرص جديدة لعملائنا.

وانطلق مصرف الهلال الذي يقدّم الخدمات المصرفية للأفراد المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، بخطوات ثابتة في هذا المجال من خلال طرح تطبيقه المصرفي الرائد في أوائل عام ٢٠٢٢. ولا تقتصر هذه المنصة المتقدّمة على الخدمات المصرفية فحسب، ولكنها أيضاً تزود العائلات بمجموعة واسعة من الخدمات المتنوعة، بما في ذلك منتجات وخدمات رقمية مصمّمة خصيصاً لتتماشى مع احتياجات العملاء المختلفة وأدوات تفاعلية وترفيهية مبتكرة لتعليم الأطفال مهارات مالية سليمة. فيما كانت الشراكات التجارية الناجحة التي عقدها بنك أبوظبي التجاري مع علامات تجارية كبرى مثل منصة ”بيوت“ الإلكترونية للعقارات وتطبيق ”زوماتو“ لتوصيل طلبات الطعام جزءاً بسيطاً من المشاريع الطموحة التي هي قيد التنفيذ حالياً.

استشراف المستقبل

بصفتنا مؤسسة مالية رئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نركز على تطبيق الاستدامة بمنظورها الشامل كأولوية قصوى، لضمان ترسيخ مكانة مؤسستنا القوية والتركيز على المستقبل، وخدمة جميع الأطراف المعنية بأعمالنا، بما في ذلك المجتمعات التي ننتمي إليها ونقدّم لها خدماتنا.

ويهدف نهجنا في العمل إلى ضمان استمرارية قدرتنا على التكيف ومواصلة تحقيق الأداء القوي، إلى جانب تعزيز علاقاتنا الخارجية. ومن هذا المنطلق، عملنا على التركيز على الحفاظ على الريادة في حوكمة الشركات والامتياز في العمليات التشغيلية ومنح الموظفين الفرص للمشاركة في بناء علاقات وطيدة مع عملائنا. وخلال عام ٢٠٢١، واصل البنك تحسين تصنيفه عبر معايير برنامج ”Net Promoter Score“ والتي وصلت إلى ٦٦، كما صنّف استطلاع مؤشر الصحة التنظيمية ”OHI“، الذي يركّز على جودة بيئة العمل، بنك أبوظبي التجاري ضمن أفضل عشر شركات عالمية.

وتشكل استجابة بنك أبوظبي التجاري للجائحة العالمية دليلاً واضحاً على التزامنا الراسخ، فقد كنا أول بنك في دولة الإمارات العربية المتحدة يطرح حزمة دعم شاملة للمتضررين اقتصادياً من تبعات الجائحة، وكذلك واصلنا العمل والتنسيق مع العملاء لدعمهم للوصول إلى مرحلة التعافي التام. كما بادر البنك بتقديم ابتكارات عدة لمساعدة الشركات الصغيرة، فأطلق مجموعة من التحسينات الرقمية لتسهيل الوصول إلى الخدمات المصرفية، وساهم في تمويل برنامج دعم التعلم عن بُعد لطلبة المدارس.

ولضمان اتباع نهج ثابت ومتماسك عبر المجموعة، نعمل حالياً على بناء استراتيجية قوية للمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لدمجها في جميع جوانب عملياتنا، بدءاً من الحوكمة وإدارة المخاطر وصولاً إلى منتجاتنا وخدماتنا. ومن شأن هذه الاستراتيجية تعزيز علاقاتنا مع جميع العملاء، سواء في الخدمات المصرفية للأفراد أو الخدمات المُقدَّمة للشركات، فضلاً عن أداء دورٍ مهم في تنفيذ مبادرة دولة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام ٢٠٥٠.

الريادة في التوطين

في حين مكّنتنا التقنيات الحديثة من تحقيق واغتنام فرص جديدة للبنك وعملائه، يواصل بنك أبوظبي التجاري التركيز على فرق العمل لديه كأولوية مطلقة، انطلاقاً من قناعتنا بأهمية بناء قاعدة من الكوادر الوطنية المؤهلة والمثابرة وتحفيزها وتمكينها لقيادة مسار مهني ناجح ومتميّز في قطاعنا المصرفي سريع التطور.

ومن خلال استثماراته النشطة والتزامه الراسخ، تمكّن بنك أبوظبي التجاري من تعزيز سمعته المرموقة في مجال التنمية والتطوير المهني، حيث أتاح بيئة عمل محفزة قائمة على مبادئ التنوع والشمول.

وينتمي موظفونا لأكثر من ٨٠ جنسية مختلفة، وما زلنا نجتذب أعدادً متزايدة من المواطنين الإماراتيين الموهوبين. ففي عام ٢٠٢١، وظّفت مجموعة بنك أبوظبي التجاري نحو ٤٧٧ مواطن إماراتي، بما يعزز مكانتنا كجهة عمل مفضّلة للكوادر المواطنة، لا سيما من أصحاب الكفاءات العالية من الخريجين. ويعمل في المجموعة حالياً ١,٨٥٤ مواطن إماراتي، يستفيدون جميعاً من برامجنا التدريبية والتطويرية عالية الكفاءة. ونفتخر بأن ١٨٪ من إجمالي المواطنين الموظفين في القطاع المصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة يعملون لدى مجموعة بنك أبوظبي التجاري.

نظرة مستقبلية

نحن مؤسسة تستشرف المستقبل ولا تدخر وسعاً لمواصلة الإعداد والتجهيز لمواكبة تغيراته وتوجهاته. لذلك سنحرص على متابعة نفس الوتيرة السريعة للتحوّل الرقمي وتعزيز الابتكار بما يتوافق مع خطتنا الواضحة للمستقبل للمضي قدماً في اغتنام الفرص وتحقيق النمو المستدام على المدى الطويل لمساهمينا وموظفينا وعملائنا والمجتمع ككل.

ختاماً أود أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن شكري وامتناني لمعالي خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء مجلس الإدارة وفريق الإدارة التنفيذية لقيادتهم ودعمهم المستمر. كما أود أن أعرب عن امتناني لجميع عملائنا على ثقتهم وولائهم ولموظفينا لتفوقهم المهني والتزامهم الدائم بتقديم خدمة متميزة. لقد قدّم كل فرد في مجموعة بنك أبوظبي التجاري مساهمات هامة تجسّد الدور المحوري والأهمية البالغة للخدمات المصرفية في مجتمعاتنا سواءً على مستوى دعم الأفراد أو الشركات لبلوغ تطلعاتها.